هدية على الدرب ..

.....................

كبُرت الهدية تظل أم الهدايا المائزة 

تكبر فينا صوب السمو وصحو الجمال 

تأخذنا على دروب الحق والتطلع والحرية 

عندما ترسلها إحدى أمهاتنا 

تتأتى من فلسطين الحرة البهية 

تزجيها لابنها ولجميع أترابه 

على امتداد العروبة والإنسانية 

تنثال بلون النور 

مجبولة بمداد الروح والعناء 

نشيد بقاء وحياة وريادة 

في زمن غُلفت فيه الكثير من الهدايا 

بالنفاق والغايات الرخيصة 


غيض من فيض سلاسب طهر ونقاء 

حتى تكتمل الصور والمعاني وتكبر الناتجات 

أغصان من أشجار الزيتون ضاربة الجذور 

فوح من زهر البرتقال والليمون العاطر 

حفنة من تراب فلسطين الطهور 

حبيبات من البيادر والغلال المعطاءة 

وميض من فنارات السواحل الشاخصة 

شارات من معالم الجبال الشامخة 

وقع من صدى الوديان الوديعة 

بعض من نسائم السهول الرحبة 

لقطات من مدى تجوب الفيافي الشاسعة 

قوائم نفوس وخرائط من نفائس 

عبق مقدسي من سيرة أزكى وأطهر 

تحيات وكرامات طيبات مباركات 

من أرض الرسل والأنبياء 

قبس من الحكايا الممتدة 

أطراف من باقات زهور الإيخاء 

معاني من أيقونات الفخر والاعتزاز 

شيء من خوابي زاد المدى 

خيط من مشاعل حيوية وارتقاء 

مدادها زيت المواصلة وبينات تامات

رسم يعتمل ملامح موغلة تحاكي النجوم 

بقايا حلم مغدور سيولد من جديد 

مداد نبض مكلوم لن يتوقف 

رجاء لا تنفصم عراه 


وأرسلت الأم تقول ..

إليكم بعض من معالم هديتي ووديعتي على الدرب 

حتى تبلغ معالي المقاصد المنشودة وتكتسي حلل الفرح

تظل برسم الضمائر الحية 

في عهدة الأحرار والشرفاء على امتداد العالم 

تهدي إلى الألفة والتلاقي ولا تفرق 

هي أكبر من عمر الترهات المزعومة 

أصدق من كل الادعاءات الكاذبة 

أنبل من عبارات الزور الجوفاء 

أسمى من وحول المآلات الآسنة 

أجل من متاهات الدروب القاصرة 

أغنى من المماحكات العقيمة 

لها الظفر والسؤدد رغم كيد المعتدي 


أي بني أنت وأترابك ..

على مذبح تجزئة الكلمة والحقوق 

وفي ظل طغيان الزيف الفاقع 

ما زال ملكوت الكلمة السامية والحق المبين 

يرسل إيماءات من نور بأفق السماء 

ينسج خيوط وصل مدادها اليقين 

يعتمل الكلمة الأمينة والمقومات 

المعبرة عن الحق الأبقى والوقائع والتضحيات الجسام

تعيد صياغة واستحضار الشرائع والحقوق الإنسانية 

على امتداد الزمان والمكان 

لن يضيع حقك الموغل والمنقوش 

شواهد ملامح أثرت روح البشرية 

هنا دارك ومعالم انتصارك 

هنا أرضك كانت وستبقى 

أرض التعايش والمحبة والإنسانية 


بقلمي 

بسام سعيد عرار

تم عمل هذا الموقع بواسطة