قحط وخصب
................
ذات قحط..
تجتاحها مساحات الجفاف ومستنقعات الملح
الأرض عطشى..
تتزود من ينابيع في جريانها العوالق والحواجز
المصبات ضحلة..
غابت فراشات النور عن صباحات جذلى
ليل طويل يختال فيه الغسق..
تتلاشى منابت زهر الشهد
منهكة خلايا النحل في تناقص..
تتبعثر أسيرة شهوات وأهواء عبثية
جوامع الجسد الواحد..
شحيحة الغذاء أسيرة الفراغ والتصحر
الروح خاوية..
تشبث عبثي وتملك عقيم
غاب الإحساس الحقيقي..
انقطع فوح مسك الوصل وطيب التلاقي
عَز العطاء والوفاء..
خلف قوالب جامدة ورؤى صنمية
تتوارى المفاهيم والأفكار..
ذات خصب..
ما زالت ظلال بقايا شجرة ذهبت أترابها
تحتضن غرسة وسط العواصف الهوجاء
حتى تنمو وتكبر وتجيء بالثمر
تتكاثر جنات غناء..
ما زال في العمق مكنونات
درر فريدة من نوعها تنتشي وتترقب
من يسبر الأغوار..
ثمة ما يمكن أن يكون
من الأحلام والمُحال والبقايا
يجيء ويسري في العروق
وميض ونبض نقاء
يتجلى وقعا من فكر وذوق وحياة
حضور يوقظ من سبات
يستنهض الهمم.. يخصب المخيلات .. يوقد الحواس
بقلمي
بسام سعيد عرار