الأم الأبقى .. 

..............


أم الولادات والتكوين .. 

فراديس نور وعطاء 

عالية الروح العجيبة 

سامية الحس الفريد 

شامخة راسية ماجدة 

أزاهير محبة وألفة وسلام 

بالفطرة والمنهج نصا وروحا 


ستظل الكلمات تترى لا تفيها

وستبقى الأفعال مدينة لها 

أمام سامق ثمرات صنيعها 

وصيرورة نقائها وجميلها 

على امتداد الزمان والمكان 


كينونة البدء .. 

ماهية الأسباب .. 

تحمل الوليد في رحمها 

من دمها ولحمها وعظامها المداد

تنثال وحام المُشتهى والرجاء 

تعتمل مخاضات الولادة والنماء

تنبري صون الطفولة 

تحتضن بذرة مغمورة حبة تنفلق 

تتفتق صوب الطلائع تأتلق 

ريانة بالمنابع سقيا حياة 

تتسامى ولو من عدم 

فوق كنوز الأرض 


ديدنها البذل والصبر والإيثار 

لم ولن تثنيها وتستبدلها العثرات والنائبات 

فنارات صوب العبور والصعود والمعالي 

جَوامع أطهر لا إنفصام 

الملجأ والبشارة والإلهام 

أمام مفارقات الحياة 

حلوها ومرها .. دانيها وعاليها 


ذاكرة مشتركة ..

تتلمس النشأة الأولى 

ومدارات العمر وأطوار السنين 

ومن مثلها الأم تَحمل وتَحتمِل 

في الواقع والخيال 

بين الحلم والحقيقة 

في الباطن والظاهر 

من المهد إلى اللحد 

تتجلى حبة قلبها الطاهر 

تنداح الآفاق الممتدة 

صاحبة السيرة العاطرة 

بهية المقاصد والذاكرة 

تدّخر الوليد أملا ووعدا 

يعيش ويحيا 

لا تبتغي لها أثمان ومقابل 


أيتها الأم السامية ..

يظل النجيب 

يحبو في حضرتك والأثر

مهما إتسعت خطواته 

منذ الصغر وحتى الكبر 

يتشبث بطرف ثوبك الناصع 

تأخذه ملاذات حضنك الدافىء 

تحتويه وتتشبث فيه بأمان 

ما زال سمو حضورك ولو غبت 

أكسير حياة 

يتجدد ويعبق في الأنفاس 

نبض فؤاد وعشق أبدي 

شوق ينداح الكيان 

ديمومة ..

ضياء وبشارة وريادة 

ذاكرة لا تُنسى 


أيتها الأم الخالدة .. 

عليك سلام ورحمات وبركات 

لك التحيات الطاهرات الطيبات 

لك الثناء والبهاء والعلياء 

نلتمس جنات بِرّك ورضاك 

ممهورة بالباقيات الصالحات 

رحم الله كل الأمهات العظيمات 

الأحياء منهن والأموات .. 


بقلمي 

بسام سعيد عرار

تم عمل هذا الموقع بواسطة